نطوي صفحة العام الستين للنكبة وندخل عامها الحادي والستين، ونحن نجدد العزم والأمل أن يكون عامنا الستين في الملاجئ والشتات هو عام نكبتنا الأخير.
نلج العام الحادي والستين للنكبة وكلنا أمل بإنهاء حالة الانقسام والتشظي في الساحة الفلسطينية، والتي يدفع ثمنها جميع أبناء الشعب الفلسطيني من حساب مشروعهم الوطني.
نودع العام الستين للنكبة ونحن نشهد معاناة أبناء شعبنا من أبناء القطاع في ظل الحصار الدولي الظالم على أبناء شعبنا، ونرقب مأساة إعادة التهجير وفتح جرح اللجوء في مخيم نهر البارد، ونقل اللاجئين الفلسطينيين في العراق إلى أربع جهات الأرض.
نكتب في ذكرى النكبة، ونحن نعلم أن أي دعوة لوحدة الصف الفلسطيني، صار حديثاً ممجوجاً، وأن النية الصادقة من مختلف فصائل العمل الوطني في دفع القضية الوطنية الفلسطينية إلى الأمام في وقت يتسلط فيه على القرار الوطني «المغامرون والمقامرون»، هو السبيل الوحيد لإنهاء مفعول آلة الزمن التي عادت بالقضية الفلسطينية عشرات السنين إلى الخلف.
المشهد الفلسطيني اليوم مفتوح على أسوء السناريوهات، أكثر من أي وقت مضى، في ظل تصعيد العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، وتسارع مخططات الاستيطان، وانغلاق أفق المصالحة الوطنية، ويقين ابن الشارع العادي أن لا اتفاق سلام «ولا هم يحزنون» نهاية العام رغم موجات التفاؤل «الكاذب» التي يبثها رئيس السلطة الفلسطينية وطاقمه.
عشرات الرؤساء والسياسيين توجهوا أحيوا أمس ذكرى «عيدهم النكبة»، ولم ينس رئيس عربي أن يهنئ دولة الاحتلال بذكرى قيامها. في حين تبقى حدوده مغلقة أمام أبناء قطاع غزة المحاصر.
والحقيقة الوحيدة التي تجعلنا نتمسك بالأمل والإرادة والتصميم هي أن «الكبار وإن ماتوا فإن الصغار لن ينسوا»، تلك هي المعادلة التي أرادها عدونا مقلوبة، فتصير قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى عالم النسيان والضياع بالتقادم ومع مرور الوقت.
والنكبة وإن صارت في خريف عمرها فإنها شابة تحمل صوت لاجئ فلسطيني من الجيل الثالث يقول:«إن كان حلم جدي أن يعود إلى أرض أجداده ليموت ويدفن هناك، فإن هدفي هو العودة إلى أرض أجدادي لأحيا هناك».