من أيـنَ أَبـدأُ يـا تارِيـخُ أَشْعَـاري
من دفْقَةِ الدَّمِّ أمْ مـنْ وَصْمَـةِ العـارِ
منْ أيـنَ أَبْـدأ .. والآهـاتُ صائحـةٌ
مَن بَاع أرضي ..؟ أسمسارٌ لسمسارِ؟!
مِنْ أَيْـنَ أَبـدأ .. والأوطـانُ نائِحـة
منْ باعَ شَعْبـي ..؟! أجـزارٌ لجـزارِ
يا وصْمَةَ العَـارِ فِـي سِيمـاء أمَّتنـا
ما حن بحر لمرأى المركب الجـاري!!
يا هَـولَ نكبتِنـا .. يـا طُـولَ ذِلَّتِنَـا
مِنْ بَعْدِ ثَورتنا .. نُشـرى بـدولارِ..؟!
والبائعُون هُـمُ الثُّـوار يـا وطنِـي..!
هَلْ بَاعَ قُدسِي سوى شـذاذ أشـرارِ؟!
والقلبُ ينْزِفُ فَـوقَ الأَرْضِ مُنْتَفضـا
ذِبْحا تـردَّى علَـى سِكِّيـن جَـزَّارِ!!
روح الحَمَـامِ عَلـى الأشْـلاء هائمـةٌ
والوحْشُ ينهَش فِـي الأكبَـادِ والـدَّارِ
والقُدْس تصْرخ من يصغي لصرختهـا
بين الشَّظايا وفِـي أكنـاف إعصَـارِ؟!
ناحت على جبـل الزيْتُـون وانتحَبَـتْ
صمُّ الحجـارة تدعُـو الشَّعْـبَ للثَّـارِ
والمجْرِمُـونَ عَلَـى أنّـاتِ صَخْرتنـا
صِياحُهُـم يتعـالـى خـلْـفَ زمَّــارِ
غنَّوا وما ههنـا فـي القلْـبِ متسـعٌ
لغيـرِ جُـرْحٍ يُغنِّـي بَيْـنَ أَخْـطَـارِ
باعوا .. وما خجلوا .. خانوا وما ندموا
يـا خِسَّـةَ البَائِـعِ الغَـدَّارِ والشَّـارِي
رومـا تُعَانِـقُ يـا نَيْـرونُ قَاتِلـهـا
فـارمِ البَقِيَّـةَ يـا نـيْـرُونُ للـنَّـارِ
هنَّـا فَمَـا فـي الدُّنـا وزن لأمَّتِـنَـا
إلا انْتِفَاشـةُ ريـشٍ بيـنَ أصْـفَـارِ
وحْـدِي أُجَاهـدُ والأكْـوانُ شَـاهِـدةٌ
عزمِي الزَّلازِلُ والإعصَـارُ إصـراري
وحْـدِي الكتَائـبُ والطَّلْقـات داويــةٌ
بيْن الصَّواعِقُ ، والأشْـلاء أمطـاري
والوحْشُ يلْهَث في الأرجـاء منكسـرا
ويلعـقُ الـدَّمَّ مِـنْ إدمـاء أظفـارِي
ويصْرُخُ الوَحْشُ قبْـل المـوت منكفئـا
فالمَوْتُ يصْعَق روح الفاتـك الضَّـاري
إنَّي أراهـا خيـول النَّصْـرَ مُسْرَجَـةً
فَـوْقَ الجِبَـالِ تُصَلِّـي تحـت أبـرارِ
نـارٌ عَزيمتُهـم .. نـورٌ عقِيدتَـهُـم
كتائبُ الحَـقّ جُنْـدُ الخالـق البـاري
التَّـلُّ والسَّهْـلُ والأَحْـرَاشُ تَعْرفهـم
والشَّرقُ والغَرْبُ مِـنْ بَحْـر وأغـوارِ
بالدَّمِّ يجْري عَلى هـام المـدى صعـدا
من قلب وحش .. كمَوْجِ البحْـرِ مـوَّار
هـذي الكتائـب والبركـانُ يُعْلِنُـهـا
جُنْـدُ العَقِيـدَةِ مـنْ أُسْـدٍ وأَبْــرَارِ
هـذي الكتائـبُ والألْغـامُ صَاعـقـةٌ
تزلزلُ الجيشَ فـي بُرْكـان إنـذارِ..!
فكيف .. إن زحفـت للقُـدْسِ هـادرةٌ
في جحفلٍ كصُخُور .. الشمِّ جبَّـارِ ..؟
مِن أين أختـمُ يـا تاريـخُ أَشْعَـاري
من طلقة العزِّ .. أم من وصمة العـارِ
فلتـزأر الأُسْـد مـا أزَّتْ رصاصتنـا
أعماق وحش تمَطَّـى خَلْـف أسْـوارِ
وليثْـأر الشَّعْـب مـا دكَّـت كتائبنـا
عُـروشَ إفْـكٍ علَـى أجْنـاد كُـفَّـار
(مـن ديــوان صهـيـل الــرُّوح)