منتدى شباب فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شباب فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ستون عاماً.. نحتفل بالنكبة وإسرائيل تحتفل بالنصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زكريا السيلاوي
نائب المدير العام
نائب المدير العام
زكريا السيلاوي


ذكر
عدد الرسائل : 139
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 28/03/2008

ستون عاماً.. نحتفل بالنكبة وإسرائيل تحتفل بالنصر Empty
مُساهمةموضوع: ستون عاماً.. نحتفل بالنكبة وإسرائيل تحتفل بالنصر   ستون عاماً.. نحتفل بالنكبة وإسرائيل تحتفل بالنصر Emptyالجمعة مايو 16 2008, 16:01

اليوم تكتمل ستون عاماً كاملة منذ نكبة فلسطين وقيام إسرائيل على أنقاضها في 15 أيار (مايو) 1948. ستون عاماً مرت كلمح البصر، لكنها حملت في الحقيقة كل مرارات التاريخ، وامتلأت بأغزر دماء الضحايا، وازدحمت بقليل من الانتصارات وكثير جداً من الانكسارات.

بهذه المناسبة تقيم إسرائيل أضخم احتفالات في تاريخها، دعت إليها نحو 60 من كبار الزعماء ورؤساء دول العالم، ليس فقط لتبهرهم بصخب الاحتفال ورايات النصر، ولكن لتقول لهم ولنا ولكل العالم، إن الدولة الصهيونية التي كانت حلماً هائماً في ضباب الخيال، أصبحت أقوى دولة في الشرق الأوسط وخامس قوة نووية في العالم، رغماً عن أنوف الجميع، ورغماً عن كل الحروب والعدوان والجرائم ضد الإنسانية الملتصقة بها.

وبالمقابل، نحتفل نحن العرب بالذكرى الستين للنكبة، مكتفين برفع الرايات السود وإطلاق الشعارات الصاخبة في المظاهرات الأكثر صخباً، خجولين بالطبع من مجرد محاولة المقارنة، بين ما فعلته «إسرائيل« عبر ستة عقود، وما فعلناه نحن بالأرض السليبة والتاريخ الضائع والإنسان المقهور.

رفضنا قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود عام 1949، لكننا الآن أمام توسع إسرائيلي هائل، ابتلع كل فلسطين واحتل الجولان السورية وبعضاً من جنوب لبنان، وظل يحتل سيناء المصرية حتى استعادتها مصر وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد عام 1979، مقابل السلام والتطبيع وغيره..

وها نحن لمناسبة الذكرى الستين للنكبة، ندخل نكبة بعد أخرى، وليس أدل على ذلك من استمرار احتلال الجولان دون حراك، بل الأدهى أن العرب يزحفون على بطونهم طلباً للرضا الإسرائيلي بالتفاوض مع الفلسطينيين، بإعطائهم فتات من أرضهم تقام عليها دولة كرتونية تفصلها حوائط أسمنتية ومواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، لتصبح كما التعبير الشائع قطعة من الجبن السويسري المملوء بالثقوب.

في الذكرى الستين للنكبة يحل هذه الأيام الرئيس بوش ضيفاً خاصاً على احتفالات إسرائيل، ليس فقط ليؤكد مرة بعد المليون، أن إسرائيل في بؤبؤ عينه وعين أمريكا، ولكن ليمارس مزيداً من الضغط بنوعيه الناعم والخشن على الفلسطينيين خصوصاً، والعرب عموماً، ليقبلوا ما هو مطروح عليهم قبل أن تضيع الفرصة الأخيرة، بعد أن تراجع هو عن وعده بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جوار «إسرائيل« قبل انتهاء ولايته في عام 2008، لا الوعد صادق ولا صاحب الوعد أمين.

وبينما إسرائيل تحتفل بذكرى تأسيسها، ها نحن نقتتل، ويتراجع العرب، أو معظمهم عن الدفاع عما كان يسمى القضية المركزية (فلسطين)، انشغالاً باهتمامات أخرى أقل شأناً، وينقسم الفلسطينيون إلى شتات متناثر وفصائل تتناحر، وضاقت بنا الأرض بل الأحلام، فصرنا نختصر القضية في سلطة لا سلطة لها على أرض الواقع، ونختصر حلم تحرير فلسطين في قطعة أرض غير متصلة لا تملك أسس بناء الدولة الموعودة، ونختصر قضية القدس في مجرد البكاء عليها والتطلع لها من بعيد، بعد أن ابتلعها الاستيطان وتمت أسرلتها واحتلها أكثر من 250 ألف صهيوني، يتزايدون يوماً بعد يوم.

وتصوروا أن كل الجهود مبذولة الآن، بعد ستين عاماً من ضياع فلسطين لكي يقبل الإسرائيليون التفاوض مع الفلسطينيين على 22 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، تشكل الضفة الغربية وغزة، وبينما غزة محاصرة داخل 360 كيلومتراً مربعاً ومليون ونصف مليون فلسطيني مسجون فيها، فإن الاستيطان الصهيوني ابتلع نحو 60 في المائة من الضفة يحتلها أكثر من 400 ألف مستوطن، بعد أن تم نزع القدس والأغوار، ولم يبق لما يسمى التفاوض سوى 40 في المائة من الضفة!.

على هذه القطعة من الجبن السويسري المملوء بالثقوب، يتصارع الفلسطينيون مع الإسرائيليين، عبر مفاوضات عبثية هدفها إضاعة الوقت، ويتناحر الفلسطينيون أنفسهم، بين من يفاوض إنقاذاً لما يمكن إنقاذه، وبين من لا يرى أملاً إلا في المقاومة المسلحة طريقا للتحرر حتى ولو بعد قرون.

ومن عبث الأقدار ألا يتعلم الفلسطينيون ومعهم كل العرب، درس التاريخ، فإذا بالتناحر بين حماس في غزة وفتح والسلطة في الضفة، أسخن وأسوأ، مما بينهم وبين عدوهم إسرائيل، بينما يقف معظم العرب إما شامتين وإما عاجزين.

لم تكن النكبة قبل ستين عاماً في احتلال الصهيونية للأرض الفلسطينية فقط، ولكن النكبة الأكبر ترسخت عبر ستة عقود في تبدد ثورة التحرر وتهاوي عزيمة المقاومة عند الأغلبية العظمى، حتى عشنا زمناً يقتتل فيه الثوار طمعاً في بيع جلد النمر قبل اصطياده، وانظر إلى حدة الخصومة، بل العداء بين حماس وفتح.

وتأمل تراجع المسيرة وتراخي المطالب وتهاوي القدرات وضعف القيادات، من الشيخ أمين الحسيني، إلى أحمد الشقيري، إلى ياسر عرفات، تسليماً لأيدي محمود عباس وإسماعيل هنية، اللذين يقبلان الحوار والتهدئة مع العدو الإسرائيلي، ولا يقبلان الجلوس وجهاً لوجه والحوار المباشر بينهما.

ولا يكفي أن يبرئ العرب ذمتهم، فيعلقوا العبء، كل العبء، على الفلسطينيين، وينصرفوا في الذكرى الستين للنكبة إلى مجالس الفتوى والنميمة، بل إنهم شركاء في المسؤولية، شركاء في أعباء النكبة، شركاء بقدر ما حاول بعضهم توظيف واستغلال القضية الفلسطينية لمصلحة أهدافه ومصالحه، وبقدر ما حاول بعضهم بيع القضية للراعي الأمريكي، تقرباً ومداهنة، وبقدر ما حاول بعضهم الآخر، ولا يزال يمد جسور المحبة والود والتعاون الظاهر والمخفي مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته.

ولعل أسوأ النكبات الجديدة التي تولدت من النكبة الكبرى، بروز ما يشبه الإجماع العربي على أن الأمل الوحيد الباقي هو القبول بالقليل القليل، الذي تعرضه إسرائيل الآن قبل فوات الأوان وضياع آخر فرصة، وبالتالي فإن هناك اتجاهاً عربياً، قبل، وبعد أن يكون أمريكياً وإسرائيلياً لاغتيال المقاومة باعتبارها شراً مستطيراً عند أقل الحدود، أو باعتبارها إرهاباً فلسطينياً وفقاً للفتوى الأمريكية الإسرائيلية، لأنها مقاومة متهمة بعرقلة التسوية والمفاوضات.

ورغم اختلال موازين القوى مع الآلة العسكرية الإسرائيلية المسنودة أمريكياً، فإن بقاء روح المقاومة، هي الأمل الحقيقي، إن لم يكن استعادة كل فلسطين، فعلى الأقل في تحسين شروط التفاوض، كما فعلت الثورات التحررية الوطنية من فيتنام شرقاً إلى الجزائر غرباً.. كانت تقاتل وتتفاوض في وقت واحد، حتى حققت أهدافها.

لكن تجليات النكبة الكبرى والنكبات الصغرى، تعود فتتجدد لتخدم الأهداف الاستعمارية الإسرائيلية الأمريكية، حين ينطلق الخطر الداهم على المقاومة الفلسطينية من مكمنها، الذي يفترض أن يكون مأمنها، فبعض المقاومة مطارد من العدو، وبعضها مطارد من الشقيق، وبعضها الثالث متهم من الصديق بالمغامرة، فإذا بقوتها تتبدد وتتراجع ويرتد سلاحها إلى صدور أبنائها، بدلاً من صدور العدو.

في الذكرى الستين للنكبة، يرتكب العرب خطيئة تاريخية بتقصيرهم في حق فلسطين وشعبها وقدسها، وفي الذكرى ذاتها يرتكب الفلسطينيون جريمة في حق تاريخهم بهذا الانشقاق والاقتتال والتناحر، بينما العدو الإسرائيلي يقضم الأرض، ويحاصر الشعب ويغتال التاريخ، ويقتل الأبرياء جوعاً وحصاراً.. ثم يقيم الاحتفالات الصاخبة بالانتصار، فوق جثثهم ليرتوي الصديق بوش بلذيد دمائهم.

آخر الكلام: يقول الشريف الرضي:

وأعوذُ بالصبر الجميل تعزياً

لو كان بالصبر الجميل عزائي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ستون عاماً.. نحتفل بالنكبة وإسرائيل تحتفل بالنصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب فلسطين  :: الاقسام سيلة الظهر العامة :: القسم العام-
انتقل الى: